من الاستقلال إلى الديمقراطية … جيل الشباب يستكمل مسيرة النضال
تحيي الأمة الليبية اليوم بكل فخر واعتزاز الذكرى السبعين للاستقلال، مستذكرة تضحيات أجيال متعاقبة دفاعاً على حق الشعب الليبي في العيش بوطن حر، مستقل، بعد عقود من الاستعمار والوصاية .
وإذ نقف اليوم بكل إجلال ووفاء لشهداء الوطن، ممن بذلوا دماءهم الغالية في سبيل إعلاء راية الوطن، وبناء دولة حرة مستقلة ذات سيادة ، واحدة موحّدة، تحقق الكرامة والحرية لمواطنيها ، وتعيد لهم السيادة في القرار.
وتأتي ذكرى الاستقلال في هذا العام، والليبيون يقفون أمام استحقاقات مصيرية تحقق السيادة للشعب وتقطع نهائيا الفرصة أمام عودة حكم فرد والمجموعة دون سائر الليبيين، وتنهي حالة الانقسام والصراع وتؤسس لمصالحة وطنية حقيقية تتجاوز كلّ النعرات وجراح الماضي القريبة والبعيدة .
وكم كنت أتمنى أن تتزامن ذكرى هذا العام ، مع إجراء أول انتخابات رئاسية حرّة ونزيهة، إلاّ أن تركت سنوات الديكتاتورية والصراعات التي تلتها، وضعف الدولة وبنيتها ومؤسساتها، فرضت عدم إقامتها في موعدها رغم الاتفاقات السابقة في جلسات الحوار السياسي .
وحتى لا نقف طويلا على تحميل المسؤوليات وتوزيع الاتهامات على المتسبب في تجاوز الرزنامة المتفق عليها لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، فإنني وبقية الشباب الليبي مدعوون لتحمل مسؤولياتنا التاريخية للقيام بدورنا الوطني في الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية من أجل تنظيم الانتخابات في ظروف مناسبة تسمح لليبيين بالتعبير عن إرادتهم وتؤسس بالفعل إلى تجربة ديمقراطية .
لقد عملت لسنوات رفقة شباب مؤمن بالتغيير والمشاركة السياسية الفاعلة، في مؤسسات المجتمع المدني ، وفي منتدى حوار الشباب ، وقبل أيام حين التقينا في المؤتمر الوطني للشباب؛ لتثبيت أهداف الاستقلال ومشروع الدولة الوطنية الموحدة المتعالية على كل أشكال الانقسام والصراعات الفئوية والمناطقية والعرقية .
إن نجاحنا في المؤتمر الوطني للشباب في تجميع الشباب الليبي على هدف موحد، وخروجنا بجملة من التوصيات من أجل مشاركة فاعلة ومسؤولة للشباب عبر حركة سياسية شبابية وتثمين إجراءات المصالحة الوطنية ، يحملّنا اليوم مسؤوليات جديدة من أجل الحفاظ على المكتسبات المحققة، وحماية المسار السياسي السلمي.
إننا اليوم مدعوون جميعا إلى التفكير والمبادرة، لحماية المسار الديمقراطي ، وحفاظا على السلم الأهلي ، ولإعادة الثقة بين كافة الفاعلين السياسيين من أجل تجاوز العقبات التي قد تنتج عن تأجيل الاستحقاق الانتخابي .
اليوم وبعد 70 عاما من الاستقلال، لازال الحلم ممكنا، و سيتحقق حتما بإصرار الليبيين، وطموح شباب ليبيا وعمله واجتهاده .