مؤسسة الحوار والمناظرة، هي مؤسسة ليبية شبابية غير حكومية مقرها الرئيسي بمدينة مصراتة، تم إنشاؤها في الرابع من شهر مارس من سنة 2014، تسعى المؤسسة كجهة مستقلة من خلال رؤيتها “لمجتمعات خالية من النزاعات، وعالم يلعب فيه الشباب دورا مهما في التغيير” إلى نشر القيم والمبادئ الخاصة بالحوار والداعية إلى احترام وجهات النظر المختلفة وتقبل النقد، حيث ندعو إلى الحوار البناء المثمر بين أفراد المجتمع للوصول إلى تأسيس قاعدة عريضة من النخب الشبابية الفاعلة التي تؤمن بالديمقراطية وتتجه للسلام وتنبذ العنف.
تستعمل المؤسسة المناظرة، والخطابة، والحوار كأدوات لها لتدعيم الديمقراطية، وتطوير المهارات القيادية لدى الشباب في ليبيا، والذي سيسهم في النهاية بشكل مباشر في تجهيز قادة شباب مدربين يعملون لصناعة التغيير في مجتمعاتهم.
منذ تأسيسها نظمت المؤسسة مئات المنتديات الحوارية والتدريبات في مجالات الخطابة وفض النزاعات والمناظرات، وذلك في أكثر من 40 مدينة ليبية مختلفة، تنوعت هذه التدريبات ما بين منتديات وتدريبات محلية، تقام في المدن والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني، إلى منتديات وتدريبات وطنية يشارك فيها شباب وصناع قرار يأتون من مختلف المدن الليبية، بالإضافة إلى تدريبات على الفضاء الافتراضي (الانترنت)، خاصة بعد جائحة كورونا، وكنتيجة لهذه العمل، تم تدريب أكثر من 4800 شاب/ة من مختلف المدن والقرى الليبية في تدريبات واقعية، بالإضافة إلى حوالي 6,000 شخص في تدريبات أقيمت عن بعد، ليصبحوا نشطاء يشتغلون لنشر قيم الحوار في مجتمعاتهم المحلية، منهم أكثر من 180 مدرب ومحكم مناظرات. كما أنه وكنتيجة مباشرة لهذه الجهود، تم تأسيس 20 مؤسسة ونادي مناظرات محلي في 16 مدينة ليبية مختلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من أندية المناظرة الأخرى التي تم تأسيسها كنتيجة غير مباشرة وذلك في مدن مختلفة في ليبيا، وأنتج هذا بالتالي شبكة من الشباب الذي يعملون ضمن إطار أنديتهم لنشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي والترابط الاجتماعي في ليبيا. استفاد أيضاً من هذا العمل أكثر من 15000 شاب/ة انخرطوا بشكل مباشر في منتدياتنا الحوارية.
في سنة 2015، وفي خضم الحروب الأهلية التي كانت تعصف بليبيا في هذه الفترة، أطلقت مؤسسة الحوار والمناظرة مشروع “ليكن صوتنا مسموعاً” وذلك في إشارة إلى ضرورة أن يكون صوت الشباب المنادي إلى السلام والنابذ للعنف مسموعاً، واستعملت المؤسسة في هذا المشروع أداة المناظرة في مناصرة هذه القضية، حيث تم تدريب أكثر من 200 شاب من أكثر من 15 مدينة مختلفة في ليبيا على المناصرة، وذلك في 3 ملتقيات شبابية جامعة، أسهمت في النهاية في وقف عدد من الحروب في ليبيا.
بالإضافة إلى كل هذا، نجحت المؤسسة في جمع الشباب من مناطق النزاع في ليبيا، وكان هذا واضحاً في ملف مصراتة وتاورغاء، حيث جمعت شباب من كلا المدينتين في ورش عمل مختلفة، آخرها كان في مدينة تاورغاء في مبادرة هي الأولى من نوعها. استعملت المناظرة كأداة لمناقشة المواضيع وإثارة الجدل في الأمور ذات العلاقة ببناء السلام والمصالحة الوطنية وعودة المهجرين والنازحين، وخرجت منها عدد من مبادرات السلام بين المدينتين، الشيء الذي أنتج مشاركة عدد 3 شباب منهم في لجنة المصالحة المكلفة من قبل الدولة، والتي توجت أعمالها بتوقيع اتفاق مصالحة في شهر رمضان من سنة 2018 الأمر الذي بدوره مكّن المهجرين من العودة الآمنة إلى ديارهم. واعتبرت هذه المبادرة على الصعيد الوطني والدولي واحدة من أبرز المبادرات التي لعبت دوراً في المصالحة الوطنية في ليبيا.
بالإضافة إلى كل هذا، نظمت مؤسسة الحوار والمناظرة عدد من التدريبات المتقدمة في مجال المناظرة، كالمنطق، والخطابة، والتحكيم، وتدريبات مدربي المناظرة، بالإضافة إلى عدد من البطولات المحلية والوطنية، كما شاركت في تجهيز العديد من الفرق التي شاركت في عدة بطولات مناظرة إقليمية ودولية.
تم الاعتراف بعمل مؤسسة الحوار والمناظرة إقليمياً ودولياً. حيث فاز مشروع المؤسسة “ليكن صوتنا مسموعاً”، والذي استخدم المناظرة كأداة لتعزيز السلام بين مختلف القادة الشباب الذين جاءوا من مناطق الصراع في ليبيا ، في أبريل 2018 بجائزة “سامي وتوفيق” المقدمة من الاتحاد الأوروبي كأفضل مشروع في بناء السلام في منطقة المغرب الكبير. في مارس 2019، فازت مؤسسة الحوار والمناظرة بجائزة “رواد المناظرة” التي تمنحها “مركز مناظرات قطر“، كأفضل مؤسسة تعمل على نشر ثقافة المناظرة باللغة العربية في العالم. وكتقدير للعمل المنظم من مؤسسة الحوار والمناظرة، ولعملها الجاد، حصلت المؤسسة أيضًا على جائزة “التميز” كأفضل منظمة غير حكومية لعام 2017، والتي قدمتها مفوضية المجتمع المدني – فرع مصراتة.
تعتمد مؤسسة الحوار والمناظرة في الغالب على العمل التطوعي، بوجود 152 عضوًا متطوعًا من جميع أنحاء ليبيا، و6 موظفين بدوام كامل، و 2 موظفين آخرين بدوام جزئي. لدى مؤسسة الحوار والمناظرة مجلس إدارة مكون من 5 أشخاص، برئاسة م. عماد الدين شنب، والذي فاز بجائزة الـ 40 تحت الـ 40 في سنة 2021، وذلك كتتويج لمسيرة أكثر من 10 سنوات من العمل المدني في دعم الشباب، وبناء السلام ونشر الحوار والمناظرة، وبإدارة من م. محمد أبو سنينة، والذي يشغل منصب المدير التفنيذي منذ سنة 2018، والذي فاز أيضاً بدوره بجائزة الـ 40 تحت الـ 40 في سنة 2023، نظير إدارته لمؤسسة الحوار والمناظرة ونشره لثقافة المناظرات ودعم الديمقراطية في ليبيا.
يقع المقر الرئيسي للمؤسسة في شارع الكشاف، بوسط مدينة مصراتة ولديها مقرها الوحيد هناك. ومع ذلك، تقوم المؤسسة بتنفيذ الأنشطة في مختلف مناطق ليبيا من خلال مدربيها والمنظمات والأندية الشريكة، والتي تقع في 15 مدينة في جميع أنحاء البلاد.